صهاريج اللؤلؤ

بطل هذه الرواية عازف على آلة الكمان، نبغ نبوغاً فطرياً حيث ارتبط بالآلة - كتصنيع وترميم في ورشة أبيه - وكحقول من الأنغام علمته التجارب كيف يحصدها. لقد توحد بآلة الكمان فقام بتمصيرها فأحدث دويًّا في جميع أ أنحاء العالم بمعزوفاته التي ألَّفها للكمان فإذا بها روح مصر في نغم ينبض بالهوية المصرية، والعجيب أن هذا الفنان النجم الذي شنف أذان العالم وخلب لبَّه لم يكن نجماً في بلاده بل لا يكاد يعرفه أحد خارج دائرة المحترفين. والرواية تثبت أن القيمة الفنية إذا كانت صادقة وحقيقية فإنها لا تموت مطلقاً، ومن هنا فإن الصدق مع النفس يظل حقيقياً لا زيف فيه، صدقاً وراءه مكايدات قاسية وصراعات مع النفس، مع المجتمع مع الابتذال السائد، إلا أن هذه المكابدات هي التي تصهر الفنان وتبرز أبدع ما فيه.

وهذه الرواية تتماهي في شكلها الفني، وفي سياقها الدرامي مع نوعية الحياة التي يعيشها البطل.. تكاد هي الأخرى تكون سيمفونية. إن المضمون الموسيقي للدراما الإنسانية هو جوهر البناء، كما أن النوتة الموسيقية للمقطوعات التي ألَّفها البطل هي في الواقع مفردات لدراما حياته الصعبة الفريدة فرادة (كمانِهِ) وأوتاره وأنامله.